تقرير: النساء الكُرديات والمدنيون في شمال سوريا تحت وطأة التهجير والانتهاكات الإنسانية

تقرير: النساء الكُرديات والمدنيون في شمال سوريا تحت وطأة التهجير والانتهاكات الإنسانية
مقدمة: أزمة إنسانية متفاقمة
في ظل استمرار العمليات العسكرية في شمال سوريا، تتفاقم المعاناة الإنسانية للمدنيين الكُرد، خاصة النساء، في مناطق الشهباء وريف حلب الشمالي. عملية “فجر الحرية” التي أطلقتها قوات “الجيش الوطني السوري” أسفرت عن تهجير أكثر من 120 ألف شخص، معظمهم من الكُرد، مع تصاعد الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين. هذا التقرير يوثق أبرز الانتهاكات التي تعرض لها الكُرد، مع التركيز على أوضاع النساء النازحات اللواتي يتحملن العبء الأكبر في هذه الأزمة.
الانتهاكات الموثقة: النساء والمدنيون الكُرد تحت الخطر
1. الانتهاكات بحق النساء النازحات:
• ولادة في ظروف قاسية:
• أُجبرت النساء النازحات على الولادة على الطرق والأرصفة أثناء رحلات النزوح، في ظل غياب أي خدمات طبية أو رعاية صحية.
• وفاة العديد من المواليد الجدد بسبب البرد الشديد وانعدام المأوى أو المساعدات الطبية.
• الإذلال والعنف:
• تعرضت النساء للإذلال وسوء المعاملة عند نقاط التفتيش، بما في ذلك عمليات تفتيش غير إنسانية وسرقة ممتلكاتهن الشخصية.
• وثقت فرقنا حالات اعتداء جسدي ونفسي ضد النساء النازحات أثناء محاولتهن الفرار من مناطق النزاع.
• غياب الخدمات الصحية النسوية:
• انعدام شبه تام لخدمات الصحة الإنجابية والرعاية الطبية للحوامل والمرضعات في مراكز الإيواء.
• نقص الفوط الصحية والمستلزمات الأساسية مع غياب أماكن مخصصة للنساء داخل المخيمات.
2. الانتهاكات بحق المدنيين الكُرد:
• الإعدام الوحشي:
• في 2 ديسمبر 2024، أعدمت قوات الجيش الوطني السيدة أمينة حنان، وهي امرأة كُردية تبلغ من العمر 40 عاماً وتعاني من إعاقة، أثناء اقتحام منزلها في تل رفعت.
• الاعتقالات الجماعية:
• تعرض المدنيون الذين رفضوا مغادرة منازلهم للاعتقال التعسفي، مع احتجاز أكثر من 50 شخصاً من الكُرد العائدين إلى عفرين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
• النهب والسرقة:
• تم توثيق حالات سرقة ممتلكات المدنيين عند نقاط التفتيش التابعة لقوات الجيش الوطني، حيث صودرت أموالهم وأغراضهم الشخصية.
• مصادرة الممتلكات:
• أُجبر الكُرد في القرى المحتلة على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح، حيث استولت قوات الجيش الوطني على هذه المنازل لاستخدامها لأغراض عسكرية أو إسكان عناصرهم.
• تصاعد التهديدات:
• تداول مقاطع فيديو توثق تعذيب المعتقلين الكُرد، بالإضافة إلى خطاب تحريضي يدعو إلى الكراهية والعنف ضد الكُرد.
3. وفيات الأطفال:
• وفاة العديد من الأطفال الرضّع نتيجة البرد القارس ونقص التدفئة في مراكز الإيواء.
• غياب الخدمات الغذائية والطبية المخصصة للأطفال زاد من معاناتهم وأدى إلى تفاقم الأزمة.
النزوح الجماعي: أرقام وتفاصيل
أعداد النازحين:
• 120 ألف نازح: أجبرت العمليات العسكرية آلاف المدنيين الكُرد على الفرار من منازلهم.
• مواقع النزوح:
• وصل ما بين 40-50 ألف نازح إلى الطبقة والرقة، حيث يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
• لجأت مئات العائلات إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، رغم غياب الخدمات الأساسية.
• عادت نحو 250 عائلة إلى عفرين، رغم المخاطر المرتبطة بالانتقام والانتهاكات هناك.
إجلاء العالقين:
• لا تزال السبل مقطوعة بعشرات الآلاف من المدنيين في قرى الشهباء، حيث تعمل قوافل الإجلاء على نقلهم إلى أماكن أكثر أماناً وسط تحديات كبيرة.
احتياجات ملحة: توصيات عاجلة
1. توفير الرعاية الصحية:
• إنشاء عيادات متنقلة مخصصة للنساء الحوامل والمرضعات، وتقديم خدمات الصحة الإنجابية.
• توفير الفوط الصحية والمستلزمات الأساسية للنساء في مراكز الإيواء.
2. تحسين ظروف الإيواء:
• توفير خيام مقاومة للبرد مع مستلزمات التدفئة مثل البطانيات والمدافئ.
• إنشاء مرافق صحية آمنة ومخصصة للنساء داخل مراكز الإيواء.
3. تقديم المساعدات الغذائية:
• توزيع حزم غذائية خاصة للأمهات والأطفال، بما في ذلك الحليب المجفف والأغذية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية.
4. حماية المدنيين:
• إنشاء آليات مراقبة لحماية النساء والأطفال من الانتهاكات أثناء النزوح.
• ضمان وصول الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، خاصة النساء والأطفال.
5. المساءلة:
• التحقيق في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين الكُرد ومحاسبة المسؤولين عنها.
دعوة للتحرك الدولي
إن معاناة المدنيين الكُرد في شمال سوريا، خاصة النساء والأطفال، تتطلب استجابة دولية عاجلة. تدعو منظمة بادر المجتمع الدولي إلى:
1. حماية المدنيين من الانتهاكات المتواصلة.
2. تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لتخفيف المعاناة.
3. ضمان تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
ختام التقرير
تمثل هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة اختباراً لالتزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان وحماية المدنيين. إن حماية النساء الكُرديات النازحات وضمان كرامتهن وحقوقهن هي مسؤولية جماعية لا يمكن التغاضي عنها.
منظمة بادر للتنمية المجتمعية
لنكن صوتاً لمن لا صوت لهم.
Facebook
Twitter
LinkedIn
Mix
Threads
Tumblr
Email